بقلم قاسم امين، مستشار في التخطيط التربوي
——————————————————
بتاريخ 12 مارس 2025 دبجت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة بلاغا إخباريا في شأن انطلاق التكوين الخاص لفائدة المستشارين في التوجيه و التخطيط التربوي و الممونين لإدماجهم في إطار مفتش.
فبهذا البلاغ الوزاري تكون الوزارة قد تراجعت عن إمعانها في الالتفاف على حق مستلب لإطار أريد له للأسف ان يندحر للقاع !ضدا على قيمته العلمية و الأكاديمية، إطار يسهر مركز وطني وحيد وطنيا و إفريقيا على تكوينه بجودة عالية تمتاز بتنوع و تعدد مصوغات التكوين النظرية على مدار سنتين .
قرار وزاري لم يخرج للوجود بطيبة خاطر أو جبر للضرر الذي لحق هذا الإطار في المنظومة التربية طيلة 20 سنة .
فكيف تُجبر ضرر أفواج ما بعد 2004 حُرمت من حق تغيير الإطار لعقدين من الزمن، تخرجت فيه أفواج أفواجا، حتى أضحى ولوج مفتش في التخطيط أو التوجيه التربوي بعد ولوج الدرجة 11، حلما لحاملي الإطار و مُزحة في نظر بعضهم.
عقدين من الزمن وتعويض هزيل حقير للإطار، لا يليق ومخرجات مركز التكوين ومحورية المهام ومسؤوليتها سواء في أقسام أو مصالح التخطيط بالأكاديميات الجهوية ، المديريات الإقليمية أو القطاعات.
عقدين من الزمن و تكليفات خارج التخصص تطال الإطار بمهام ليست مشتلا لتطوير مخرجات سنتين من التكوين مُستبخسين بذلك قيمة وجودة دبلوم الإستشارة وتقزيمها في مهام لا تتجاوز ما هو تقني.
في النظام الأساسي 2004 تم الإجهاز على حق تغيير الإطار من مستشار إلى مفتش بدون تكوين فقط استيفاء شرط الدرجة وبعده نظام 2024 الأساسي الذي أعاد لفئة المستشارين حقهم المغتصب وفي المقابل دمَّرت هيئة والتخطيط التوجيه التربوي، أطر التخطيط في هيئة الإدارة و التدبير وأطر التوجيه في هيئة التدريس، هيئة تاريخية قدمت للمنظومة التربوية خدمات نوعية: تأطيرا، تكوينا ،بحثا وحاز أطرها مناصب المسؤولية مركزيا جهويا و إقليميا، هيئة ذات مهنية خاصة، كانت تعبر بجلاء عن وحدة و تفرُّد الفئة من حيث مسار التكوين و مخرجاته. لتفرقها الوزارة في النظام الأساسي الجديد في هيئات لها مساراتها و تكوينها الخاصين بها، لتُفقد بذلك للإطار بَوصلته. فِعل الإنصهار هذا، سيُفقد للإطار هويته المهنية! وأبانت للأسف مكانة التخطيط لدى مهندسي المنظومة التربوية بالمغرب ونظرتهم له.
لا أحد يُنكر أن مراجعة النظام الأساسي 2004 و مخاض إخراج نظام 2024 هو الحراك التعليمي 2023 الذي دفع بالوزارة أن تنزل من بُرجها العاجي وتقدم حقوقا مشروعة منقوصة للشغيلة التعليمية من جهة، ومن جهة أخرى إيمان عدد من المناضلين المبدئيين من التخطيط والتوجيه التربوي بمشروعية مطلب تغيير الإطار و حق تمكين الإطار بمكانته البحثية و الاستشرافية التي تليق به داخل المنظومة، إيمانهم بعدالة القضية كانت الوقود الوحيد لمختلف المحطات النضالية التي لم يتوقفوا في القيام بها لعقدين من الزمن .
الأسبوع المقبل 17-22 مارس 2025 سيتنقل فوجين من مستشاري التخطيط والتوجيه التربوي للعاصمة لحضور التكوين الخاص (المحطة الأولى) بمركز التوجيه و التخطيط التربوي بالرباط قصد الإدماج في إطار مفتش، رغم أن وحدة مسارات التكوين داخل المنظومة التربوية لدبلوم التفتيش، لا تستلزم تكوينا تخصصيا آخر بعد تكوين لسنتين قضاها إطار المستشار سلفا في المركز، لكن أكيد أنه سيكون إضافة لدبلوم مفتش في التخطيط والتوجيه التربوي، عسى أن تولي الوزارة في بنياتها الجهوية أو الإقليمية المكانة الطبيعية التي تجعل من هذا الإطار عجلة للتقدم وليس عجلة إحتياطية كالتي شغلها إطار مستشار التخطيط والتوجيه لسنين خلت!
ستكون أيام التكوين الحضوري لهذة الفئة، مناسبة لتحيين و توطيد المعارف والوهج العلمي -الأكاديمي- التي تُذهبهم الفضاءات الضيقة والمهام التقنية الصرفة .
ومن جهة أخرى، أن الدرس من كل هذا أن ما لا يأتي بالنضال، لا يأتي إلا بمزيد من النضال. شعار تُتبث الوقائع المعاشة منذ الحرمان إلى الانتزاع، انه شعار له راهنيته في كل زمان ومكان.
حـــان للأفكار التي تشكك في صدقية المناضلين المبدئيين أن تُدفن ، والتي تطعن في علَّة وجود النقابة كسلاح للشغيلة التعليمية أن تزول، وعلى مُرددي أسطوانة، إذهب أنت وربك فناضلا في الرباط أو المسيرات أو الوقفات إنَّا هنا في مكاتبنا و قطاعاتنا لقاعدون، حان الزمن أن تخجل من نفسها.
ختاما، كثُر الشكر لكل من ناضل و حاور و فاوض و تكبد عناء التنقل و عبئ التشكيك و القذف… إنه اعتراف جميل في حق هؤلاء، فلولاهم لضاع الحق في سراديب النسيان ولكن أهم شكر لهؤلاء، هو السير في نهجهم وربح معركة الوعي والفهم لمجريات الصراع والانخراط النقابي الفعلي و قوية عود النضال الكفاحي الواعي.
إن قرار الوزارة بإطلاق هذا التكوين هو خطوة إيجابية نحو إنصاف فئة المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي. ومع ذلك، يبقى التحدي في ضمان التنفيذ الفعلي والسليم لهذه القرارات، وتوفير الظروف الملائمة لتمكين هذه الفئة من أداء مهامها بكفاءة وفعالية، بما يخدم المنظومة التربوية ككل.
نرجو ذلك